الكرك
الكرك مدينة أردنية عريقة تضرب جذورها في اعماق التاريخ، تقع ضمن لواء قصبة الكرك في محافظة الكرك جنوب العاصمة عمّان وتبعد عنها حوالي 120 كم. يبلغ عدد سكانها 300,000 نسمة. تشرف جبالها الشاهقة على البحر الميت ومنطقة الأغوار الجنوبية والضفة الغربية في فلسطين.
تاريخ[عدل]
ظهرت الكرك في التاريخ لأول مرة في التوراة [1]، حيث كانت تعرف باسم قير مؤاب أو قير حارسه، كما أنها لعبت دوراً هاماً في عهد ميشع ملك مؤاب، الذي أجبر ملك السامرة وملك أورشليم على فك الحصار عن الكرك. وقد دعم هذه الحقيقة اكتشاف نقش ميشع ملك مؤاب في ذيبان: "أنا الذي بنى المكان المقدس لكموش الإلة ـ في كركا أي الكرك.... وأنا حفرت القناة إلى كركا وشققت الطريق الرئيسية في وادي أرنون الموجب ".
يفهم من هذا كله أن قلعة الكرك في الأصل كانت معبداً للإلة كموش بناه الملك المؤابي ميشع لهذا الغرض، وكما يبدو أن كلمة كرخا في اللغة الآرامية لها علاقة لفظية لكلمة الكرك، كما أن كرخا تعني المدينة المحصنة وهي صفة من أهم صفات هذه المدينة التاريخية
ثم أعلنت مملكة الكرك في العهد الأيوبي باسم مملكة الكرك الايوبية بقيادة الملك الصالح أيوب، وامتدت حدودها آنذاك من الجوف حتى دمشق
عرفت منطقة الكرك خلال فترة التنظيمات العثمانية 1864-1918 بلواء الكرك وكانت تشكل وحدة إدارية واحدة. أصدرت الـدولة العثمـانية عام 1864 قانوناً لتنظيم الولايات العثمانية مأخوذ من التنظيم الإداري الفرنسي وبموجب هذا القانون قسمت الدولة إلى ولايات والولايات إلى ألوية (سناجق) والألوية إلى أقضية(قائمقاميات) والاقضية إلى نواحي والنواحي إلى قرى ومزارع حيث تألفت ولاية سوريا بموجب هذا القانون من ثمانية ألوية من بينها لواء البلقاء الذي ألحقت به عام (1868) أقضية السلط والكرك وناحيتا الطفيلة والغور.
وتشكلت الكرك حينها من سنجق هي الكرك ومتصرفية الشوبك ومتصرفية العراق (بلدة) وكان أول متصرف للعراق هو زكي طهبوب ونائبة الشيخ عطاالله بن مسلم المواجدة.
وفي عام 1871 كانت المنطقة تضم أقضية السلط والكرك ومعان. وفي عام 1880 بقيت منطقة الكرك قضاء. في عام 1892 اختارت الدولة العثمانية معان مركزاً للمتصرفية لكن أهالي الكرك احتجوا على هذا الاختيار وبعثوا التماساً إلى السلطان عبد الحميد يطلبون إليه أن تكون الكرك مركزاً للمتصرفية لأنها (متحضرة أكثر ومحصنه أفضل وزراعتها وتجارتها أوسع انتشاراً واقل تكلفة) حيث تمت الموافقة على اختيار الكرك مركزاً للمتصرفية (1892-1894). بتاريخ 14 آذار 1893 عين حسين حلمي بك متصرفً للواء الكرك>
كما أن مدينة الكرك في العصر القديم تعد من مدن المملكة الأردنية الهاشمية وهي منبع القيادات المؤثرة في الدولة الأردنية ومن أبرز أحداثها في القرن العشرين : ثورة الكرك التي بدأت عام 1910 ضد الفساد الإداري للدولة العثمانية، وقادت عشائرها كمثل عشيرة الضمور الكنانية أول ثورة حقيقية مسلحة ضد العثمانيون واستطاعوا السيطرة على المؤسسات التابعة للدولة العثمانية بعد استشهاد المئات من أبناء الكرك أكثرهم من قبيلة المواجدة، وكانت ثورة الكرك الثورة التي مهدت الطريق لاعلان امارة شرق الأردن عام 1921،، كما أنها المدينة التي قادة أحداث نيسان عام 1989 م والتي ساهمت في أحداث التحول اليمقراطي في الأردن وتفعيل دور الأحزاب الأردنية وتفعيل دور النقابات المهنية، كما أنها كانت منطلق للأحداث في أعقاب ارتفاع الخبز عام 1996، كما ان الكرك كانت قائدا لحراك المعلمين عام 2010 الذي تزعمه المعلم مصطفى الرواشدة واستطاع حراك المعلمين في الكرك الحصول على نقابة للمعلمين في الأردن في اواخر عام 2011.
نقلاً عن صحيفة الكرك.
معالم المدينة[عدل]
من أهم معالم المدينة قلعة الكرك التي بناها المؤابيون، وبرج الضاهر بيبرس ويتوسط شوارع المدينة تمثال لصلاح الدين الايوبي شاهراً سيفه نحو الغرب حيث تقع فلسطين المحتله، وضم الكرك إلى دولتة. بالإضافة إلى مقامات كل من الانبياء نوح والخضر ويوشع بن نون عليهم السلام، وموقع معركه مؤته واضرحه الصحابه زيد وجعفر وعبدالله رضي الله عنهم, ومدين ارض النبي شعيب.وكهف لوط في منطقة الغور
تاريخ التعليم في المدينة[عدل]
التعليم في الكرك ارتبط بالايوبيين والمماليك ونهض به الهاشميون الكرك - العرب اليوم - (عيد أبوقديري) ترتبط بدايات التعليم في محافظة الكرك بالعهدين الايوبي والمملوكي واخذ الهاشميون على عاتقهم النهوض بالعلم والعلماء في مختلف ارجاء الوطن. ففي عهد الملك الناصر داود كانت مدينة الكرك قبلة الأدباء والعلماء ومن العلماء الذين سكنوا مدينة الكرك الشاعر الاديب فخر القضاه نصرالله بن هبه الغفاري المتوفي سنة 1252 م والفيلسوف شمس الدين بن عيسى والمؤرخان سبط ابن الجوزي صاحب كتاب (مرآة الزمان) وابن واصل صاحب كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب, واسست أول مدرسة في الكرك في عهد السلطان الناصر بن قلاوون سُميت بالمدرسة الشافعية إضافة إلى الكتاتيب التي كانت منتشرة آنذاك وفي العهد المملوكي كانت مدينة الكرك احدى المراكز التعليمية في بلاد الشام ونبع الكثير من طلابها الذين تقلدوا مناصب القضاء والتدريس في الديار المصرية والشامية مثل القاضي عماد الدين احمد الكركي الذي عمل قاضياً للقضاه في الديار المصرية سنة 1389 واخوه القاضي علاء الدين الذي تولى كتابة سر مصر وفي العهد العثماني تراجعت الحركة التعليمية في الكرك حتى جاءت الإصلاحات التي ادخلتها الدولة العثمانية في المنطقة عام 1840 وحينها أصبح في الكرك ثلاثة أنواع من التعليم: الكتاتيب, المدارس الحكومية والمدارس الطائفية وظل هذا التنوع التعليمي سائداً حتى رحيل العثمانيين ومن المدارس القائمة للآن مدرسة اللاتين التي اسست عام 1875 وكانت تدرس الدين المسيحي ومدرسة الروم الأرثوذكس التي ما يزال بناؤها قائماً وقد حول كسكن لراعي الطائفة واول من درس في هذه المدارس افراميوس القسوس وهديا الصناع وعبلة مدانات وكانت أول مدرسة ابتدائية حكومية للاناث في العهد العثماني قد تأسست عام 1897 وتعمل بنظام المعارف العثماني الذي ينص على إنشاء مدرسة ابتدائية في كل قرية ويتحمل الاهالي التكاليف المترتبة عليها واسست في منطقة الكرك انذاك اربع مدارس هي مدرسة القصبة وفيها معلم واحد ومدرسة الكرك وفيها معلم أول هو اديب افندي ومعلم تأسيسي اسمة محمد افندي إضافة إلى مدرسة في قرية الطيبة في المزار الجنوبي وتولى التدريس فيها المعلم عبد الكريم افندي وكانت هناك مدرسة سيارة متنقلة هي مدرسة المجالي وفيها معلمان هما ارشيد افندي وخليل افندي ومدرسة أخرى في كثربا تولى التدريس فيها المعلم محمد افندي وكانت أولى المدارس الحكومية التي انشئت هي مدرسة الكرك الثانوية حالياً وكانت تشغل البناء الواقع خلف المسجد الحميدي ثم انتقلت إلى موقعها الحالي الذي بُني عام 1899 وسميت بالمدرسة الرشدية وكانت تضم قسمين الابتدائي وفيه 130 طالباً والقسم الرشدي وفيه 30 طالباً، كما تأسست مدرسة رشدية في متصرفية العراق عام 1897 وظلت قائمة حتى انتهاء ثورة الكرك عام 1911 حيث قامت الدولة العثمانية بنقلها لبلدة الطيبة المجاورة نكاية بسكان بلدة العراق إثر دورهم في تفجير الثورة. وبانتهاء الحكم العثماني سار التعليم وفقاً لخطط وزارة المعارف لسورية الكبرى وبوصول الأمير عبد الله بن الحسين إلى عمان سنه 1921 وتأسيس الدواة الأردنية ارتقى التعليم وازداد انتشار الكتاتيب واسست مدارس ابتدائية ورشديه في المزار والربه وخنزيرا وكثربا والعراق وحمود والسماكية وتطورت مدرسة الكرك الرشدية لتصبح مدرسة ثانوية غير كاملة في حين استمرت مدارس الطوائف في أداء رسالتها التعليمية وكانت مدرسة الكرك الثانوية تجمع أبناء منطقة الكرك ومناطق الأردن وأبناء الذين قدموا مع الأمير عبد الله بن الحسين وتواصل المدّ التعليمي في الكرك وازداد زخماً بعد تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية فتضاعفت اعداد المدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات التعليمية التربوية الأخرى ويوجد بالكرك جامعه حكوميه هي جامعة مؤته بجناحيها المدني والعسكري وهي أول جامعه عسكريه بالشرق الأوسط بالإضافة إلى فرع جامعة البلقاء التطبيقيه. نقلاً عن صحيفة الكرك.
العادات والتقاليد[عدل]
من عادات هذه المحافظة الترابط والتماسك العشائري والاسري والكرم الشديد وحماية الجار والضعيف والنخوة والشهامة. ومن حيث المأكولات فتتميز الأردن بأكلة المنسف والتي لا تكتمل الا بـ"الجميد الكركي" والفتة الكركية المجلله.والمنسف اكلة مكونة من الارز والشراب واللحم والشراب هو جميد مسال وهو في الاصل مكون من اللبن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق