جرش
محافظة جرش تقع في شمال الأردن. مركزها مدينة جرش حيث تعد أكبر
مدنها. يتجاوز عدد السكان الكلي لمحافظة جرش 153,000 نسمة. وتحاط بمحافظة
إربد شمالاومحافظة
عجلون غربا ومحافظة
المفرق شرقا وكل
من محافظة
العاصمة ومحافظة
البلقاء ومحافظة
الزرقاء إلى الجنوب
منها. وتبلغ مساحتها 402 كم²، والكثافة السكانية 379 فرد للكيلو متر المربع
الواحد.[1]
تقع جرش في المنطقةِ القديمةِ جلعاد، 45 كيلومتر شمال
العاصمة عمّان. تَتفاوتُ ميزّاتُ
محافظةِ جرش الجغرافية مِنْ الجبالِ الباردةِ إلى الوديان الخصبةِ، وتتراوح
الارتفاعات فيها من (300 إلى 1250 مترِ فوق مستوى البحرَ)، وهي مناسبة لنَمُو
الأنواع المختلفة مِنْ المحاصيلِ الزراعيةِ.
التاريخ
كانت جرش واحدة من مدن الديكابوليس، وهو اتحاد عشر مدن رومانية
يعون للقرن الأول قبل الميلاد. ولكنها المدينة الوحيدة من بين تلك المدن التي بقيت
آثارها شاهدة على عظمتها السابقة.
تقع جرش في واد تجري فيه المياه. وكانت آثارها وما تزال محجة
الزائرين ومحط أنظار الرحالين والسياح والعلماء وطلاب المعرفة من جميع أنحاء
العالم.
تدل جرش على وجود حياة بشرية في تلك المنطقة الأثرية تعود إلى
أكثر من 6500 سنة. يعود تاريخ تأسيس المدينة إلى عهد الاسكندر الأكبرفي القرن
الرابع قبل الميلاد أو ما يعرف بالعصر اليوناني وكانت تسمى آنذاك (جراسا) في تحريف
لاسمها السامي أو الكنعاني (جرشو) ومعناه " مكان كثيف الأشجار". ولقد
عاشت المدينة عصرها الذهبي تحت الحكم الروماني لها، ويعتبر الموقع في يومنا هذا
عموما واحدا من أفضل المدن الرومانية المحافظ عليها في العالم. ولقد بقيت المدينة
مطمورة في التراب لقرون عديدة قبل أن يتم التنقيب عليها وإعادة إحيائها منذ سبعين
سنة خلت، وتكشف جرش عن مثال رائع للتطور المدني عند الرومان في الشرق الأوسط، وهي
تتألف من شوارع معبدة ومعمدة، ومعابد عالية على رؤوس التلال ومسارح أنيقة وميادين
وقصور، وحمامات، ونوافير وأسوار تفضي إلى أبراج وبوابات. وبالإضافة إلى طابعها الخارجياليوناني-الروماني،
فإن جرش أيضا تحافظ على مزيج من الطابع الشرقي والغربي في آن. إن هندستها
المعمارية وديانتها ولغتها تعكس العملية التي تم فيها اندماج وتعايش ثقافتين
قويتين وهما العالم الروماني-اليوناني في منطقة حوض المتوسط والتقاليد القديمة
للشرق العربي.[2]
العهد الروماني
خضعت (جراسا) لحكم الروم الذين احتلوا بلاد الشام طيلة 400 سنة
وأسسوا اتحاد المدن العشر المعروف باسم مدن الديكابوليس وهو اتحاد اقتصادي وثقافي
فيدرالي ضم عشر مدن رومانية اقامها القائد (بومبي) عام 63 قبل الميلاد في شمال
الأردن وفلسطين وجنوب سوريا لمواجهة قوة دولة (الأنباط) العرب في الجنوب. وبسبب
موقعها على ملتقى طرق القوافل تحولت المدينة إلى مركز تجاري وثقافي مزدهر لتصبح
أهم مدن الاتحاد حتى أن الامبراطور (هادريان) قد زارها بنفسه عام 130 ميلادي أثناء
مسيره إلى احتلال (تدمر). وقد نمت ثروة (جرش) وازدهرت تجارتها وتوسعت علاقاتها مع
الأنباط إلا أن خراب (تدمر) في الشمال على يد الروم واضطراب الامن وتوسع
الامبراطورية الفارسية التي اجتاحت بلاد الشام وتحول طرق التجارة اصابت ازدهار
المدينة وتقدمها في مقتل وادخلتها أسوأ مراحل تاريخها.
خريطة جرش القديمة
عاشت مدينة جرش عصرها الذهبي تحت حكم الروم الذين ادخلوا إليها
الديانة المسيحية بحلول عام 350 ميلادي لتنتعش فيها لاحقا حركة تشييد الكنائس
والاديرة التي دمر معظمها على يد الجيوش الفارسية الغازية. وفى عام 635 ميلادي
وصلت جيوش الفتح الإسلامي إلى جرش بقيادة شرحبيل بن حسنة في عهد الخليفة الثاني
ليعود الامن والاستقرار إلى المنطقة كلها ولستعيد المدينة ازدهارها في العصر
الأموي. ودمر زلزال عنيف اجزاء كبيرة من هذه المدينة سنة 747 ميلادية كما ادت
الزلازل المتلاحقة ومعها الحروب والفتن التي ضربت المنطقة لاحقا إلى دمار اضافي
اسهم في خرابها وبقيت انقاضها مطمورة في التراب مئات السنين إلى ان اكتشفها سائح
ألماني سنة 1806.[3]
التاريخ المعاصر
منظر عام لجزء من مدينة ساكب في محافظة جرش
يروي المؤرخون ان اهل ساكب وباقي اهالي
القرى الجرشية هم أول من اسس مدينة جرش الحديثة في أوائل القرن التاسععشر[ادعاء غير موثق منذ 543 يوماً]، حيث كان زلزال عنيف
قد دمر اجزاء كبيرة من هذه المدينة سنة 747 ميلادية كما ادت الزلازل المتلاحقة
ومعها الحروب والفتن التي ضربت المنطقة لاحقا إلى دمار اضافي اسهم في خرابها وبقيت
انقاضها مطمورة في التراب مئات السنين إلى ان اكتشفها سائح ألماني سنة 1806 للميلاد
ليبدأ التنقيب عنها واعادة الحياة إليها لتنهض (جرش) الحالية على يد اهل القرى ثم
تلاهم بعد 70 عاما جالية من المسلمين الشراكسة الذين هاجروا إلى الأردن من بلاد
القفقاس عام 1878 للميلاد اثر الحرب العثمانية الروسية. وجالية كبيرة من اهل الشام
في بداية القرن العشرين.
في العهد العثماني المتأخر ألغي اسم جرش ليحل محله اسم ساكب، لتصبح ساكب تشمل
قرية جرش وقرية ساكب، إلا أن هذا لم يدم كون اسم جرش عاد ليظهر مجددا في سجل
الضرائب العثمانية أواخر القرن السادس عشر.[2][3]
وفي القرن العشرين، وتحديدا فترة الخمسينات نمت جرش سكانيا
وعمرانيا بمعدلات فاقت مثيلاتها في الفترات السابقة بسبب استقرار بعض اللاجئين
الفلسطينيين فيها واستمر توافد سكان المناطق المجاورة إليها وتزايد الأهمية
السياحية لها بسبب وجود بعض الاثار الرومانية الهامة ولوقوعها على أهم شرايين
المواصلات في الأردن المتمثل بطريق عمّان ـ اربد.
وفي هذه الفترة توسع الزحف العمراني في كافة اتجاهات المدينة
باستثناء الغرب لوجود المنطقة الأثرية التي يحظر البناء فيها. وازداد التطور
العمراني والنمو السكاني لمدينة جرش في فترة الستينيات والسبعينيات مما ساعد على
زيادة أهمية المدينة وتعدد الوظائف والخدمات فيها وبالتالي زيادة عدد السكان
وانتشار العمران الذي شكل عددا كبيرا من الأحياء المترامية الأطراف في الشرق
والشمال والجنوب.
الموقع
تقع محافظة جرش في الشمال الغربي للأردن، يحدها من الجنوب عمان
ومن الغرب عجلون ومن الشرق الزرقاء والمفرق ومن الشمال إربد.
عالم المدينة
مزارع جرش
ساحة
الندوة في جرش القديمة.
يستطيع الزائر أن يتجول بين هياكل المدينة ومسارحها وساحاتها
وحماماتها وشوارعها المبلطة ذات الأعمدة الشامخة والتي تحيط بها أسوار واسعة
النطاق. وقد عثر علماء الآثار في داخل هذه الأسوار على بقايا مستوطنات تعود للعصر
البرونزي، والعصر الحديدي، ولعهود اليونان والرومان والبيزنطيين والأمويين
والعباسيين، مما يشير إلى إقامة الإنسان فيها منذ2500 سنة.ولكثرة الاعمدة التي
تزين مختلف معالمها تسمى جرش أيضا (مدينة الألف عمود) ومعظمها تلك التي تحف بشارع
الاعمدة المبلط من الجانبين وهو الشارع الرئيسي في المدينة الرومانية وطوله نحو
كيلومتر ولا يزال 71 من أصل 520 عمودا رخاميا هناك منتصبة في مواقعها محتفظة
بقواعدها وتيجانها المزخرفة ببراعة لافتة.
المسرح الجنوبي:بني في أواخر القرن الأول الميلادي ويؤم السياح
والزوار المسرح الجنوبي وهو مدرج روماني تقليدي بني أواخر القرن الأول الميلادي
ويستوعب 5000 متفرج إضافة إلى المسرح الشمالي الذي يسع 1200 مشاهد وكان مخصصا
للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة. ويستغل المدرجان حاليا لعرض الفعاليات
الفنية والثقافية من مسرحيات وحفلات غنائية وامسيات شعرية يتضمنها (مهرجان جرش
للثقافة والفنون) السنوي الذي انطلق لأول مرة عام 1981 بمبادرة من الملكة نور
الحسين.
سبيل الحوريات (Nymphaeum): وهو
بناء يضم نوافير للمياة أقيم لحوريات الماء في أواخر القرن الثاني الميلادي. حيث
لايزال السبيل المعروف باسم (نمفيوم) الذي شيد عام 191 للميلاد يثير خيالات الزائر
والسائح وهو حوض رخامي فخم من طابقين ويضم نوافير للمياه أقيم لحوريات الماء ويزين
الرخام الجزء السفلي من واجهاته البديعة بينما تزين أعلاها زخارف هندسية رائعة
التكوين.
البوابة الجنوبية (قوس هادريان): بنيت في القرن الثاني الميلادي
ودمرت سنة 268م فترة الحروب.
شارع الأعمدة:وهو الشارع الرئيسي في مدينة جرش الرومانية وطولة
800م.
المدرج الشمالي: من أهم مباني الجزء الشمالي من المدينة وقد انتهى
البناء فية سنة 164 _165.
معبد أرتميس:يعتبر معبد الالهة الحارسة للمدينة الذي اقيم في
القرن الثاني للميلاد من أفخر معالم جرش التاريخية التي تضم أيضا معابد زيوس وزفس
وقاعة البرلمان والمقبرة وحلبة سباق الخيل واقنية الري والحمامات الفاخرة.
الهيبودورم (Hippodrome): يسمى أيضا ملعب الخيل أو السيرك، يقع إلى اليسار من قوس هادريان
ثم يمتد نحو الشمال، وهو على شكل حرف (U)، ومدرجات
من ثلاث جهات مرفوعة على أقبية، وهي تستعمل لسباق الخيل والعربات ذات الحصانين أو
الأربعة وأخذت عن اليونان. ويتكون من جدارين.
ساحة الندوة (Fourm):ساحة
مفتوحة في وسط المدينة، شكلها بيضاوي محاطة بأعمدة يونانية.
الكاتدرائية ذات البوابة الحجرية الضخمة الغنية بصور منحوتة تخلب
الألباب وهي أجمل البنايات الدينية في (جرش) وكانت في الأصل معبد (ديونيسوس)
الرومي الذي اقيم في القرن الميلادي الثاني وقد اعيد بناؤه ككنيسة بيزنطية في
القرن الرابع. بركتا جرش:مقر احتفالات الرومان بقدوم الربيع واحد المصادر الرئيسية
لتزويد مدينة جرش بالمياه والذي يعرف الآن باسم «عين القيروان» تتدفق مياهه داخل
اسوار المدينة الأثرية، وبنى الرومان البركتين لنقل المياه إلى قلب المدينة بنظام
يشتمل على أنابيب فخارية وقنوات حجرية ويحيط بالبركتين مدرج من الحجر وكان الرومان
يستخدمون البركتين مقرا للاحتفالات بقدوم الربيع.
المسجد الحميدي:يعتبر المسجد الحميدي من أشهر المساجد الموجودة في
مدينة جرش واخذ هذه التسمية نسبة إلى السلطان عبد الحميد الثاني الذي بناه في عهده
1879م وهو محاط بالاثار الرومانية في جهته الشمالية والغربية ويشرف على المدرج
الروماني وشارع الاعمدة وكانت تمر بالقرب من المسجد قناة رومانية تم تحويلها لكي
لا تؤثر على أساسات المسجد وتمت توسعتة عام 1984م وله مئذنة دائرية حجرية بارتفاع
15 مترا ويتسع لحوالي 1500 مصل.
المدافن البيزنطية في ساكب.
مقبرة ساكب القديمة.
مسجد ساكب القديم.
مسجد سوف العمري:تم بناؤه سنة 85 هـ وتم اكتشافة علم 1979م تبلغ
مساحتة(96) مترا مربعا اضيف له جناح امامي وطابق ثان بمساحة 306 مترا مربعا ودار
للقرآن الكريم وله مئذنة حجرية دائرية بارتفاع 35 مترا.
مقام النبي هود: يقع المقام على قمة جبل مرتفع شرق مدينة جرش
الأثرية وفي قرية النبي هود والمعروفة بهذا الاسم نسبة إلى هود علية السلام
والطريق اليه ضيق ومتعرج ذو ارتفاع حاد. يتكون البناء من غرفة مساحتها 16 مترا
مربعا يعلوها قبة وارضيتها مفروشة بالسجاد والحصر ومساحة قطعة الأرض الكلية 160
مترا مربعا تحيط به مقبرة وفي الجهه الشرقية منه كهف قديم مظلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق